نحو فرسخ، ولها سوقان، سوق على باب الجامع وسوق آخر، بينهما صحن كبير «1» . وبروجرد مدينة اتخذ فيها المنبر حمولة وزير أبى دلف «2» ، وهى مدينة خصبة كثيرة الخير، تحمل فواكهها إلى الكرج وغيرها، وطولها أكثر من عرضها، وطولها نحو نصف فرسخ، وبها زعفران. ونهاوند على جبل، وهى مدينة بناؤها من طين، ولها أنهار وبساتين وفواكه كثيرة، تحمل إلى العراق لجودتها وكثرتها، وبها جامعان أحدهما عتيق والآخر محدث ويرتفع بها زعفران. وروذراور اسم رستاق، والمنبر منها فى الكرج يعرف بكرج روذراور، وهى مدينة صغيرة بناؤها من طين، وهى خصبة لها مياه وأنهار وزروع «3» ، ويرتفع منها من الزعفران ما لا يرتفع من غيرها من مدن الجبال، فيجهّز إلى العراق وسائر النواحى لكثرته وجودته. وأما حلوان فإنها مدينة فى سفح الجبل المطل على العراق، وقد صورناها فى صورة العراق، وهى مدينة بناؤها من طين، وفيها أيضا بناء حجارة، وهى مدينة نحو نصف الدينور، والثلج منها على مرحلة، وهى مع ذلك حارّة، فيها نخيل وتين كثير ورمّان. وأما الصّيمرة والسيروان فهما صغيرتان، غير أن بناءهما الغالب عليه الحجارة والجص، يجتمع فيهما التمر والجوز وما يكون فى بلاد الصرود والجروم، وفيهما مياه وأشجار وزروع، وهما نزهتان يجرى الماء فى خلال الدور والمحالّ. وأما شهرزور فإنها مدينة صغيرة، قد غلب عليها الأكراد على قربها من العراق، ولا يكون بها أمير ولا عامل، وهى فى يد الأكراد، وكذلك سهرورد الغالب عليها الأكراد، وهى مدينة صغيرة «4» . وأما قزوين فإنها مدينة عليها حصن ولها مدينة داخلة. والجامع فى المدينة «5» ، وهى ثغر الديلم، وبينها وبين مستقر ملك الديلم مرحلتان اثنا عشر فرسخا «6» . والطّالقان «7» أقرب إلى الديلم منها «8» ، وليس لقزوين ماء جار إلا مقدار ما يشرب، ويجرى هذا الماء فى المسجد الجامع فى قناة، وهو ماء وبىء، غير أن لهم أشجارا وكروما وزروعا، كلها عذى تزكو حتى يحمل إلى الآفاق. وأما قمّ فإنها مدينة عليها «9» سور، وهى خصبة، وماؤهم من آبار «10» ، وماؤهم للبساتين على سوان،