اعترض الحاجّ بما كان منه أخذ عمّه اخو ابى سعيد وقراباته فحبسوا بشيراز مدّة وكانوا مخالفين له فى الطريقة يرجعون الى صلاح وسداد وشهد لهم بالنزاهة من القرمطة فخلّى عنهم والله الحافظ للاسلام واهله والشرّ لمن حادّ الله فى امره.
وسنذكر الخاصّيّات بها بناحية اصطخر ابنية حجارة عظيمة الشان من تصاوير واساطين وآثار ابنية عاديّة يذكر الفرس انّه مسجد سليمان بن داؤود عم وانّ ذلك من عمل الجنّ وهى تشبه ابنية رايتها ببعلبكّ وارض الشام ومصر فى العظم وممّا يعجز عن مثله اهل هذا العصر، وبناحية اصطخر تفّاح تكون التفّاحة الواحدة منه بعضها حامض وبعضها حلو حدّث مرداس بن عمر به الحسن بن رجآء فراى فى وجهه انكارا لذلك فاحضره حتّى رآه، وبقرية عبد الرحمن بئر عمقها قامات كثيرة جافّة القعر عامّة السنة حتّى اذا كان الوقت المعروف من السنة ينبع منها ماء يرتفع الى وجه الارض ويجرى منه ما يدير الرحى حتّى ينتفع به فى سقى الزروع وغير ذلك ثمّ يغور، وبناحية سابور جبل قد صوّر فيه صوّر كلّ ملك وكلّ مرزبان معروف للعجم وكلّ مذكور من سدنة النيران وعظيم من موبذ وغيره وتتابع صور هؤلاء وايّامهم وقصصهم فى ادراج وقد خصّ بحفظ ذلك قوم سكّان بموضع بناحية ارّجان يعرف بحصن الجصّ، وبجور بركة على باب البلد ممّا يلى شيراز تعرف بنزّ قد أكبّ على قعرها قدر نحاس عظيمة يخرج من ثقبة فى اعلى تلك القدر ضيّقة جدّا ماء عظيم ليس فى تقدير راى