قال الإمام: يعني بذلك الجمعة دون غيرها.

قال بعض العلماء: كونُ الصّلاة هاهنا الجمعة معلومٌ بالإجماعِ لا مِنْ تفسير اللّفظ. وعندي أنّه معلومٌ من نفس الصّلاة لنكتة، وهي قوله: {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} وذلك يُفِيدُه؛ لأنَّ النِّداء الّذي يختصُّ بذلك اليوم هو نداءُ تلك الصّلاة، فأمّا غيره (?) فهو عامٌ في سائر الأيام.

وقال بعضُ علمائنا: كان اسم الجمعة في العرب الأوّل عَرُوبَة، فسماها الجمعة كَعْب بن لُؤَيّ؛ لاجتماع النّاس فيها إلى كعب (?).

المسألة الثّالثة (?): قوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (?).

اختلفَ العلماءُ في معناه على أربعة أقوال:

القولُ الأوّل - قيل: المرادُ به النِّية، قاله الحسن (?).

القول الثّاني - قيل: إنّه العمل (?)، كقوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} الآية (?). وكقوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} (?) وهذا قول الجمهور.

القولُ الثّالث - قيل: المراد به السّعي على الأقْدَام (?).

ويحتمل ظاهِرُهُ رابعًا: وهو الاشتدادُ والجَرْيُ، وهو الّذي أنكره الصّحابة

الأعلمون، والفقهاء الأقدمون، قرأها عمر {فامضوا} الآية (?)، فرارًا عن طريق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015