وقوله: {هُوَ أَذًى} (?) فيه ثلاثة أقوال (?):
الأوّل: قيل قذَزٌ (?).
الثّاني: قيل دَمَّ (?).
الثّالث: قيل نجسٌ.
وقيل: مكروه يُتَأذَّى بريحه وضَرَرِهِ ونجاسته، وهو الصّحيح بدليلين:
أحدهما: أنَّه يَعُمُّها.
الثّاني: شَاهِدُهُ. قوله: {أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (?) وتقديره: ويسألونك عن مَوْضِع المَحِيضِ، تل: هو أذىً.
واختلف العلماء (?) في دَمِ الحَيْضِ:
فقيل: هو كسائر الدِّماء يُعْفَى عن قَليلِه.
وقيل: قليلُه وكثيرُه سواءٌ في التَّحريم، رواه أبو ثَابِت عن ابنِ القاسم، وابنُ وَهْب عن مالكٌ.
ووجه الأوّل قوله: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} (?) وهذا يتناولُ الكثيرَ دونَ القليلِ.
ووجه الثّاني: قوله: {هُوَ أَذًى} (?) وهذا يَعُمُّ القليلَ والكثيرَ (?).