الفائدة الخامسة:
قول مالكٌ - رحمه الله - وتأويله: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (?) فإن مالكًا - رحمه الله - نظر تكرار الآية في القرآن فلم يجد أكثر من سبعة مواضع لتبديل السَّيِّئات بالحسنات، فكان هذا التّأويل من جملة تلك السّبعة المواضع، وأنا أذكرها إنّ شاء الله:
الموضع الأوّل- قوله: {يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} (?). الموضع الثّاني - قوله: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} (?). الموضع الثّالث - قوله: {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ} (?)
الموضع الرّابع: في أزواج النّبيّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} الآية (?).
الموضع الخامس: الأرض، قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} (?).
الموضع السّادس: الجلود، جلود أهل النّار، قوله: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} (?).
الموضع السّابع: الطعام، قوله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} (?).
مزيد إيضاح:
اعلم أنّ الله ذَكَرَ حسنات المؤمن بستَّةِ أشياء:
أوّلها: حياة طيِّبَة.
الثّاني: الممهّد الموطَّأ، قوله: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} (?).
الثّالث: الأمنُ من القطيعة، قولُه عزَّ اسْمُه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} الآية (?).
الرّابع: الدّرجات، قوله جلّ ذِكْرُهُ: {فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} (?).
الخامس: الأضعاف، قوله جلَّ اسْمُه: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} (?).
السادس: الإحسان والتّبديل، قولُه -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} (?).