ممّا يُصلِح (?).

الثانية (?):

قول لقمان لابنه: "جَالِسِ العلماءَ وزاحِمهُم" يريد القرب منهم في مجالسته لهم، ومجالسةُ العلماءِ إذا كانت قربة، فإنّها تكون على وجهين:

1 - أحدهما: لمن ليس في قدرته تَعلُّم العلم، فإنَّه يجالسهم تبرُّكًا بمجالستهم ومحبَّةً فيهم، وربّما جرى من أقوالهم ما يحتاج إليه، فتحمله حاجتُه إليه على أن يَعِيَهُ ويحفظه، أو يستفهم فيه حتّى يفهمه.

2 - وأمّا من كان في قوّته وطَبِيعَتِه طلب تَعلُّمِهِ، ورُزِقَ عَونًا عليه ورغبة في تعلُّمِه، فيجالسهم ليأخذ عنهم ويتعلّم من علمهم.

الثالثة (?):

قوله: "فَإِنَّ الله يُحْيِي القُلوبَ بِنُور الحِكمَةِ" يريد إحياءها بالأيمان والخشوعِ والطّاعة، وموتها إنّما يكون بالكفر والفسوق وانتهاك محارم الله؛ فإنّ الحياة الحقيقية إنّما هي حياة الإيمان والطّاعة (?).

الرّابعة (?):

قوله: "كمَا يُحيِي الأرضَ بوابِلِ السّماءِ" هو غزير مطرها. قالوا (?): بل هو الذى يحي الأرض بالنّبات والمياه والخِصْبِ، بعد موتها بالجَدْبِ وعدم الماء والخِصْبِ. وإنَّما يكون إحياؤها بالمادّة القويّة من الوابل، كذلك القلوب تحيى بنور الذِّكرِ. والإيمانُ إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015