بأحاديث كثيرة لا يصحّ أكثرها، ولذلك لم يجد مالك رحمه الله ما يدخل غير هذا. وأصحُّ ما في هذا الباب قولُه: "من سَلَكَ طريقًا يطلُبُ فيه علمًا سَلَكَ الله به طريقًا إلى الجنّة" (?) وعلى هذا يُعَوَّلُ في فضيلة طلب العلم. وقد أَطْنَبَ فيه البخاريّ وأتقن أبوابَهُ، فقال: "ما جاء في فضيلة طلب العلم" (?)، "ما جاء في الرّحلة في طلب العلم" (?)، "ما جاء في سماع العلم" (?)، وترجم بغرائب أطنب فيها وأربا على كلّ مصنّفٍ.
وقد. أتقن هذا الباب الإِمام الحافظ أبو نُعَيم في "كتاب رياضة المتعلّمين" وهو كتاب صغير الجرم، كثير العلم، لم يُسْبّق إلى مثله، بوّب فيه على أبوابٍ كثيرة من العلم. وكذلك فعل الإِمام الطّوسي الأكبر في "كتاب العلم" (?) بوب في فَرضِ طَلَب العلمِ، وما هو في نفسه وحقيقته، وآداب العالم والمتعلِّم، بما لم يترك لغيره مقالًا فعليكم بهذين الكتابين.
الفوائد المتعققة بهذا الباب أربعة:
الفائدة الأولى (?):
قال محمد بن سِيرِين: اطلبوا العلم، فإنّ قومًا تركوا طلبَ العِلْمِ، ومجالسةَ العلماء، وأخذوا في الصّلاة والقيام حتّى يبس جلد أحدهم على عَظمِهِ، ثمّ خالفوا السُّنَّةَ فهلكوا، وسفكوا الدّماءَ، فواللهِ ما عمِلَ أحدٌ عملاً على جهلٍ إلّا كان ما يُفْسِد أكثر