وأمّا حديث أبي مسعود: "اللَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْهِ مِنْكَ" (?) صحيحٌ في الباب.

مقدّمة (?):

اعلم أنّ الأصل في الخَلْق الحريّة، وعليها خُلِقَ الإنسانُ، إلّا أنّه لمّا عَصَى ضَرَبّ عليه الرِّقّ، وأدخله تحت ذِلَّة المملوكيّة، وجعل في ذلك رِفْقًا للأحرار، وأبقَى الرِّقَّ على النَّسلِ أَثَرًا من آثار الكفر، يعمل عمل أصله، حتّى إذا تأكّدت العقوبة واستمرّت، وقع الزَّجْرُ موقعه. كما أنّ العدّة لمّا كانت أثرًا من آثار النّكاح، عملت عملَها، أصلها في جُمَلٍ من الأحكام.

الفوائد والمعاني في تسع:

الفائدةُ الأولى (?):

قوله (?): "إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ" يعني خدمكم الّذين يعملون لكم أمركم، ويهيِّئون لكم منافعكم.

الثّانية (?):

قوله (?): "للمملوكِ" وقال في الحديث الثّاني (?): "فِتْيَة" يعني مماليك. والفتى أيضًا العبدُ المملوكُ، ومن هذا قيل: إنَّ يوشع كان عبد موسى، لقوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} (?)، وقال يوسف لفتيته: {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} (?).

الثّالثة (?):

قوله (?): "تَحْتَ يَدِهِ" بمعنى تحت قُدْرَته وسلطانه ونعمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015