أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - لمَّا بعثَ معاذًا إلى اليمن (?)، قال له: "اتَّقِ الله، وَخَالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" (?).

ورُوِيَ عن معاذ في حديث آخر، قال: آخِرُ مَا أوصَانِي بِهِ رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّ قال: "لَّا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطبًا من ذِكرِ الله" (?).

وفي حديث آخر عن معاذ، قال: إنَّ آخرَ مَا فارَقْتُ عليه رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلم - قلت له: يا رسولَ الله: أَيُّ شيءٍ أَنْجَى لابن آدَم من عذَاب الله؟ قال: "أنّ يمُوتَ وَلِسَانُهُ رطبٌ بذِكرِ الله" (?).

الأصول (?):

الخلقُ، والخُلُقُ عبارتانِ عن جُملةِ الإنسان، وأمّا الخَلقُ فعبارة عن صفَتِهِ الظّاهرةِ، وأمّا الخُلُقُ فعبارة عن صفته الباطنة، وقد يُعَبَّرُ عن الباطن بلفظ الظّاهر، ولا يُعَبَّرُ بلفظ الباطن عن الظّاهر. وفي ذلك كلامٌ بديعٌ قد بيناه في "الكتاب الكبير".

غير أنّ العلماء اختلفوا، هل الخُلُق الحسن مكتسبة أو غريزية؟ فذهب أبو جعفر الطّبريّ إلى أنّها غريزيّة في أصل الخِلقَةِ، لحديث عمر بن الخطّاب: "البُخلُ والجُبنُ غَرائِز يَضَعُهَا الله حيثُ شَاءَ" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015