عليه هنالك.
نُكْتَةٌ:
وأمّا إذا ركب البحر فمَادَ فيه، وهو اضطراب جوفه ورأسه، وهو مأخوذ من مادَ يميدُ، ومِنْ مادتِ الأرض، من قوله تعالى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} (?) أي: تضطرب.
فإذا كان على هذا الحال، فهل يركبه أم لا؟
فقيل: لا يركب لأنّه معطِّلٌ للصَّلوات.
وقيل: يركبه ويصلِّي؛ لأنّه مرض يعتريه في سبيل الله، وقد رُويَ في الآثارِ عن النّبىّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال:" ألْمَائِدُ في البَحْرِ يُصِيبُهُ القَيْء، لَهُ أَجْر شَهِيدٍ، وَالْغَرِقُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ"، خَرَّجَهُ أبو داود (?) عن أمِّ حِرَام، وهو حديثٌ حسنٌ.
الفائدةُ الثامنة (?):
بَيَّنَ في هذا الحديث غزو النِّساء في البحر (?)، وقد كان النِّساءُ يغزون مع النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -.
وقال مالك: يُكرَهُ للمرأةِ غزو البحرِ (?).
وقال علماؤنا: إنّما ذلك لضيق الحال فيه، وعارِ الانكشاف وعدمِ التحرّز ممّن ركبه، فربّما رأى المرأةَ من لا ينبغي أنّ يراها، ويرى ما لا يحلّ له، وترى هي من غيرها كذلك، وإن كانت في موضعٍ مستورٍ محجوبةً لا تنكشف فهي في سَعَةٍ (?). وهذه الحالة