قوله: "التمسوها في تاسعة تَبْقَى" قالوا هي ليلة ثنتي وعشرين قالوا: ونحن أعلم بالعَدَدِ منكم (?).
القول التّاسع: أنَّ الصّحيح منها: لا تُعْلَمُ، لكن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قد حَضَّ على رمضان، وحَضَّ بالتَّخْصِيصِ العشر الأواخر.
وكان رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - يُحْيي فيها لَيْلَهُ ويُوقظ أهلَهُ ويشدّ مئزره (?)، وصدَقَ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّها في العَشرِ الأَوَاخِرِ.
وفي الحديث دَلِيلٌ على أنّها متنفِّلَةٌ غير مخصوصة بليلةٍ؛ لأنّ رؤيا النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - خرجت في صبيحة ليلة (?) إحدى وعشرين من رمضان وعلى جسمه وأَنْفِهِ أثر الماء والطين (?). واستفتاهُ رَجُلٌ ليختار له عند عجزه عن عموم الجميع، فاختار له ليلة ثلاث وعشرين (?)، فدلّ ذلك أنّها تنتقلُ، وما كان رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - ليبخس السّائل حظّه منها.
ومن فضل الله على هذه الاُمَّة أنّ أعطاها قِيرَاطَيْنِ من الأَجْرِ من صلاة العصر إلى غروب الشّمس، وأعطى اليهود والنّصارى جميعًا قيراطينِ، قيراطًا لكلّ طائفة منهما من أوّل النّهار إلى صلاة العصر، وأعطى الله هذه الأُمَّة ليلة القَدْرِ لقصر أعمارها، فجعل لهم ليلة بألف شهر (?)، فما فَاتَهُم من تقصير الأعمار الطّوال الّتي كانت لمن (?) قبلهم، أدركوه فيها، فخفَّ عنهم شَغَب الدُّنيا، وأدركوا عظيم الثَّوابِ في الآخرة، والحمد لله.
وقد رَوَى التّرمذيّ (?) عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه رأى في منامه بني أُميّة يَنْزُونَ على مِنْبَرِهِ نذزْوَ القِرَدَةِ (?)، فشقَّ ذلك عليه، فأنزل اللهُ تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}