قوله: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الآية (?)، وذلك ليلة سبع عشرة من رمضان.
القول الرّابع - قيل: إنها ليلة إحدى وعشرين، لرُؤْيا النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه سجد في صبيحتها في ماءٍ وطين، فكان ذلك فيها (?).
القول الخامس: أنّها ليلة ثلاث وعشرين، أو هي رواية عبد الله بن أبي أنيس عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - (?).
وقد رَوَى أهل الزهد أنّ جماعة منهم سافروا في البحر في رمضان، فلمّا كان ليلة ثلاث وعشرين سَقَطَ أحدُهم من السَّفينة في البحر في رمضان، فَرَجْرَجَ الماءَ في حلقه فهذا هو حُلْوٌ. وكان ما ينزل من السَّماء في تلك اللَّيلة من البركة والرَّحمة تقلب الأجاج المالح عَذْبًا، فما ظنّك بهذا إذا وجدت ذَنْبًا، وذلك قوله: "مَنْ قَامَ رمضان إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ" (?) وقوله: "مَنْ قامَ ليلة القَدرِ إيمانًا ... " الحديث (?)، وإن قام الشّهر كله فقد نالها، وأن اتَّفقَ أنّ يقوم منه ليلة فصادفها فقد نَالَها.
القولُ السّادس: أنّها ليلة خمس وعشرين (?)، وفي ذلك أَثَرٌ مأثورٌ.
القول السّابع: أنّها ليلة سبع وعشرين، قاله أُبَىّ بن كعب، وقال: أخبرنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّ آية تلك اللَّيلة أنّ الشَّمس تطلعُ في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها (?)، كأنّ الأنوار قد مُحِيت عنها، وكان ابن عبّاس رضي الله عنه يحلف أنّها ليلة سبع وعشرين - وينزع في ذلك بإشارة عليها بَنَى الصّوفيّة عقدهم في كثير من الدَّلالة - ويقول: إذا عددت حروف {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} فقولك: "هي" هو الحرف السّابع والعشرون من السورة، وهو موضع الاشعار بها (?).
القول الثّامن: أنّها في أشفاع هذه الأفراد، وادَّعَت ذلك الأنصار في تفسير (?)