كتاب الاعتكاف

وفيه تسع عشرة مسألة:

المسألة الأولى (?): في لغته قرآنًا وشرعًا

الاعتكافُ في اللُّغة هو العكوفُ واللبث في المكان (?) والملازمة فيه، وكذلك هو في القرآن هو اللّبث (?) ببقعة مخصوصة، قال الله تعالى: {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} الآية (?) وقال عزّ من قائل: {الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} (?) فجرتِ الشّريعةُ على عادتها (?) في قَصرِ اللَّفْظِ المُشتَرَكِ على بعض متناولاته، وتخصيصِ العامِّ على بعضِ مُحتمَلَاتِهِ، كما فعلتِ اللُّغة، فصار في الشّريعة عبارة عن ملازمة المسجد (?)، وأقله يوم وليلة.

وقال الشّافعيّ (?): أقلّه لحظة، فهو في الشَّرعِ على (?) ما هو في اللُّغة سواء، قال الله تعالى: {فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} (?) حكاية عن قول قوم إبراهيم، أي ملازمين.

المسألة الثّانية:

وأمّا وجوب النِّية، فباتِّفاقِ من الاُمَّة؛ لأنّه عبادة، إذ لا يُجْزِىء عملٌ من الأعمالِ بغير نيَّةٍ، للنَّصِّ الوارد في ذلك عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بقوله: "إنّما الأعمالُ بالنِّيِّاتِ"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015