عبد الله بن الأعور أحد أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - في ذلك:
يَا سَيِّدَ النَّاسِ ودَيَّانَ العَرَبْ
إلَيْكَ أشكو ذِرْبَةً من الذِّرَبْ
خَرَجتُ أبْغِيهَا الطَّعَامَ في رَجَبْ
وذَكَرَ الحَدِيث. (?)
الفائدةُ الحادية عشرة (?):
قد بيَّنَّا فيما تقدَّمَ كيفيَّةَ بطلان الإحباط للحَسَنَاتِ بالسَّيَّئَاتِ على مذهب المُبْتَدِعَةِ، وبيَّنَّا أنّ الحسنات تحبط السَّيِّئَاتِ وذلك بالموازنة، إِلَّا أنَّ الإيمانَ يُحْبِط السَّيَّئَاتِ كلّها من غير موازنة. فإذا نَظَرْنَا إلى الأعمال، فإحباطُ الحَسَنات للسَّيَّئَات إنّما يكون بالوَزنِ الّذي أخبر الله عنه.
وقد أخبرنا نبيُّنا - صلّى الله عليه وسلم - أنّ الصَّلاة تُكَفِّر الذُّنوب إِلَّا الكبائر، وذلك في صحيح الحديث. فإذا كانت كبائر الذُّنوب لا تَسْقُط بالصَّلاة، فأحرى ألَّا تسقط بالصِّيام؛ لأنّ الصّلاة أفضل من الصِّيام - كما قدّمنا (?) قبل (?) - قَدْرًا أو أكثر ثوابًا، وأعظم في الدُّنيا عقابَا.
الفائدةُ الثّانية عشرة (?):
فإذا ثبت هذا، فعتقاءُ الله في رمضان على ثلاثة أضرب:
الأوّل: أنّ تكون حسناته وسيئاته قبل رمضان متقابلة، أو للسَّيِّئات فضل في الوَزْنِ، فيأتي رمضان بزيادة توازي الفضل وتربو عليه، فيغفر له ما تقدَّم من ذنبه.
الثّاني: أنّ يكون المعنى به عتقه من النّار، بشرط أنّ يدوم على حاله بعد رمضان كما هو في رمضان من العِفَّة والتَّعَبُّد.