الحديث عن قوله: "إياكم والظن. . ."

110 - سألتَ عن قولِ رسولِ اللهِ: "إيّاكم والظَّنَّ فإنّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحديثِ" (?) قلتَ: وقد قال عمر: "احتجزوا عن النَّاسِ بسُوْءِ الظَّنِّ" (?)؟ .

• وظَنَنْتَ هذا خلافَ ذلكَ. ولهذا مَوْضِعٌ خلافُ مَوْضِعِ الآخَر، وإنما أرادَ النبيُّ بقولهِ: "الظنُّ أكذبُ الحديثِ" إذا ظَنَنْتُمْ فلا تُحَقِّقُوا كما قال في حديثٍ آخَرَ: "ثَلاثَةٌ لا يَسْلَمُ مِنْهنَّ أَحَدٌ؛ الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظَّنُّ، فإذا تَطَيَّرْتَ فلا تَرْجِعْ، وإذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ، وإذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ" (?).

وأما قولُ عُمَرَ: "احتجزوا من النّاسِ بسُوءِ الظَّنِّ". فإنّه يُريدُ لا تَنْبَسِطوا إلى كلِّ النّاس، ولا تَأْنَسُوا بهم، ولا تُفْضُوا إِلَيهِمْ بأَسْرارِكُمْ، فإنّ ذلك أَسْلَمُ لَكُمْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015