101 - سألتَ عن قولِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "المؤذنونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْناقًا يومَ القيامَةِ" (?) وقلتَ: ما في هذا من الفَضيلةِ أو المَثُوبَة، وهُو بأن يكونَ عقوبةً أشبهُ لما في ذلك من القُبْحِ والشُّهْرَةِ؟ .
• وقد ذَهَبْتَ في الغَلَطِ مذهبًا بعيدًا، وإنّما جعلَ اللهُ أعناقَهُمْ يومَ القيامةِ أطولَ من أعناقِ النّاسِ لرفعِهِمْ أصواتَهُمْ في الأَذانِ بذكرِهِ وتوحيدِه، فَرَفَعَهُمْ يومَ القيامةِ على الناسِ ليُعَرِّفَهُمْ إياهم، ويُعَرِّفَهُمْ فضلَ ما أعطاهُمْ من الكَرامة، ويَشْهَرَهُم بها.
• وأما قولُكَ إنَّ في طُولِ الأعناقِ قبحًا وشُهْرَةً، فإنه يَقْبُحُ من ذلك ما أَفْرَطَ، وتجاوزَ مقدارَ التركيبِ والبُنْيَة، وكذلك سائرُ الأَعْضاءِ إذا تجاوزَ بَعْضُها مِقْدارَ ما عَرَفَ الناسُ وأَلِفوا. فأَمَّا طُولُ العُنُقِ فَمُسْتَحْسَنٌ, وهو الجَيَدُ، والمَرْأَةُ جَيدَاءُ (?)،