أَعْلَمَكَ أنّهُ صار إلى حالِ الأَمْن، والسَّعَة، والسُّرورِ بَعْدَ الحالِ الأُولى التي لا خَيرَ فيها، وكأنّ رجلًا أساءَ إليهِ أولًا، فانتقلَ عنه إلى آخَرَ أحسنَ إليه، ونحوُ ذلك قولُ أبي قَيسِ بنِ الأَسْلَتِ (?):
الحَزْمُ والقُوَّةُ خَيرٌ من الـ ... إشفاقِ والفَهَّةِ والهاعِ (?)
• وأما قولُهُ: {آللَّهُ خَيرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} (?) فإنّ المُشْركِينَ سَمَّوا ما أَشْرَكُوا آلهةً، فاتَّفَقَتِ الأَسْماءُ, فقالَ: آللهُ خيرٌ أم هذه التي تَدْعونَها آلهةً؟ وجاز لك لاتفاقِ الأسماء، ولو لم يُسَمُّوها آلهةً لم يَجُزْ أنْ يُقالَ: آللهُ خَيرٌ أم كذا؟ جلّ اللهُ وعزَّ.