ونلمح أيضًا في الكتاب ثقافة ابن قُتَيْبَة التاريخية"، فقد ذكر بخذ نصّر، وكيف خرَّب بيت المقدس، ونفى بني إسرائيل، وسبى ذراريهم، وحرق التوراة، وأسر عُزَيْرًا، ودانيال (?).
كما هو مطلع على التوراة يقول: إن إبْرَاهِيم اسمه في التوراة: تارخ، وإدريس: خنوخ، ويعقوب: إسرائيل (?) ... وهو كذلك مطلع على الإِنجيل فقد ذكر في المسألة 17 أَنَّهُ قرأ الإِنجيل ومرت معه كلمة جهنم فيه في غير موضع.
* * *
كما يبدو لنا في الكتاب معرفة ابن قُتَيْبَة للتراجم، فذكر عددًا من الأسماء، وذكر أن لهم كنيتين. فحمزة يكنى أبا يعلي، وأبا عِمَارَة، وعبد العُزَّى بن عبد المطلب يكنى أبا لهب، وأبا عتبة، وصخر بن حرب يكنى أبا سفيان، وأبا حنظلة (?) ... ويبدو أيضًا في الكتاب تأثر ابن قُتَيْبَة بالمنطق، فقد ذكر في المسألة 3 كلامًا مِمَّا يستعمله أصحاب المنطق وهو قولُه: "تحدث الأسماء بعدم الأشياء وحدوثها .. ".
* * *
وأخيرًا فهناك ظاهرة جديرة بالإِشارة. وهي الثقة العلمية لابن قُتَيْبَة فإذا استشهد ببيت شعر، ولم يتأكد من قائله قَالَ: "شعر حسان فيما أحسب" (?).
* * *
هذه أهم الأمور الرئيسية التي تتبدى لنا في هذا الكتاب، وهناك قضايا أخرى كثيرة لا مجال لتفصيل الكلام فيها في هذه المقدمة الموجزة.