91 - سألتَ عن قَوْلِ اللهِ جلّ وعزّ: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} (?) فقلتَ: الاستثناء بإنْ يَدُلُّ على الشَّكِّ، واللهُ لا يَشُكُّ، ولتَدْخُلُنَّ تحقيقٌ، فكيفَ يدخلُ شَكٌّ بَعْدَ تحقيقٍ؟ .
• والذي عندي في ذلك أنّ "إنْ" تُقامُ في كثيرٍ من المواضِعِ مُقامَ "إذْ" كقولهِ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (?). وكقولهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (?). يريد إذْ كنتم مؤمنينَ فكأنَّهُ قال جلَّ وعزّ: لتدخلنّ المسجد الحرام إذا شاءَ الله دُخُولَكُمْ إياه آمنين (?). ومِثْلُهُ قَوْلُ رسولِ اللهِ في أهلِ القُبورِ: "إنّا إنْ شاءَ الله بكمْ لاحقونَ" (?) لا يجوز أن يكونَ قَدْ شَكَّ في لُحوقِهِ بِهِمْ، وإِنّما أرادَ نحن إذْ شاءَ الله بكمْ لاحقونَ (?).