السَّلامِ إلى حَرْفٍ في مَعْناهُ، والسَّلامُ إِنَّما هو مثلُ مَعْنَى السَّلامَةِ يُقالُ: سَلامٌ وسَلامَةٌ كما يُقالُ: لَذاذٌ ولَذاذَةٌ، ورَضاعٌ ورَضاعَةٌ (?)، وَقَدْ بَيَّنَ ذلك الشَّاعِرُ (?):
تُحَيِّي بالسلامَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... فَهَلْ لَكِ بَعْدَ قَوْمِكِ مِنْ سَلامِ
أي هَلْ لكِ من: سَلَامةٍ بَعْدَ قَوْمِك، فَبَيَّنَ في البيتِ أنَّ السَّلامةَ هي السَّلامُ. وكذلك قَوْلُ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا} (?) أي سلامة.
فكيفَ يَجوزُ أَنْ تكونَ التحياتُ بِمَعْنَى السَّلامِ أو السَّلامة، ثُمَّ يَنْهانا عن السَّلام، وَيأْمُرُنا بالتَّحِيَّات، وهما عِنْدَهُ شَيءٌ واحِدٌ؟ وإِنَّما يَجوزُ هذا إذا اخْتَلَفَ المَعْنَيان، فكانت التَّحِيَّاتُ، كما قالَ أبو عُبَيدٍ عن أبي عمرٍو الشَّيبانيّ، إِنَّها المُلْكُ وكان السَّلامُ بِمعنى السَّلامِ.