مسألة
مجيء (إلا) بمعنى الواو
في قوله تعالى: " {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} " (?).
قال ابن الملقن:
"وزعم أبو عبيدة أن (إلا) هنا بمعنى (الواو)، وهو خطأٌ عند حُذَّاق النحاة، والقولُ أنه استثناءٌ أبيَنُ، أي: لكنِ الذين ظلموا منهم، فإنهم يحُجُّون" (?).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن أن (إلا) في هذه الآية للاستثناء، وخطأ من قال: إنها بمعنى (الواو)، وبيان ذلك فيما يلي:
اشتَهر عند النحويين أن (إلا) تكونُ للاستثناء، وجائزٌ خروجُها منه لغيره (?)، و (إلا) في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} اختَلف أهلُ التفسير فيها؛ فمنهم مَن عدَّها للاستثناء (?)، ومنهم مَن جعَلها بمعنى الواو (?)، وبعضُهم جعلها بمعنى (بَعْدَ) (?).
فأما حجةُ مَن عدَّها للاستثناء؛ فلكون الاستثناءِ يقتضي إخراجَ الثاني من حكم الأول، ومعنى الآية يؤُول إلى ذلك، فالذين ظلموا هم من الناس، فتُقدر (إلا) في الآية بـ (لكن) عند البصريين، أي: لكنهم يحتجون، وبـ (بل) عند الكوفيين، أي: بل إنهم يحتجون (?).