كل هذا تضليل وبهتان، والواقع أنه تمجيد وتعظيم وتقدير لما تركه الرومان هنا في هذه الأرض وهو في نفس الوقت تزلف وترضية لحفدة الرومان.

إننا لم نشاهدهم يحتفلون بالآثار الإسلامية - وهي كثيرة - أصلا، فما الذي دفعهم إلى الاحتفال بالآثار الرومانية ... ؟؟؟ والفرق عظيم جدا بين ما تركه الإسلام والمسلمون فوق هذه الأرض - عندما حلوا بها - وما تركه الرومان فيها عندما استولوا عليها، فالإسلام والمسلمون أتوا إلى هذه الأرض بالنور الإلهي، النور الذي بدد ظلمات الجهل والشرك والضلال، وقضى على الخرافات التي كانت منتشرة في الأرض، كما قضى على عبادة المخلوق للمخلوق - فيما هو من خصائص الخالق - وطاعة المخلوق للمخلوق، والخوف من المخلوق إلى غير ذلك مما جاء به الإسلام - شريعة الله - من رحمة وعدل وإحسان وحب وخير وفضائل، وفي المقدمة تحرير العقل من كل ما كان يتخبط فيه من أنواع الضلالات، فقد كون الإسلام مجتمعا خاليا من الفواحش والمناكر التي تفسد الأخلاق، وتولد الأمراض في المجتمع الذي تزرع فيه، والمشاهد أقوى حجة على من لم يفهم أو يعترف.

كل هذه الفضائل الإنسانية بثت إلى المسلمين في المساجد - ولا زالت تبث لهم إلى الآن - التي في جوانبها المآذن الشامخة، التي يهزأ منها كاتب ياسين وأمثاله، ومنها يستمع المسلمون إلى دعوة الداعي، فيهرعون إليها ملبين النداء، ويفر الشيطان وأعوانه منها بعيدا حتى لا تسمع آذانهم تلك الدعوة الروحية.

الفصل الثامن: الشريعة الإسلامية تنهى عن تعظيم المشركين وآثارهم.

إن الإسلام هو دين التوحيد الخالص من كل شائبة شرك، فهو الدين الذي يبطل عبادة الآلهة الباطلة، ويثبت الألوهية الحقيقية لله الواحد القهار الخالق لكل شيء، خلقه فقدره تقديرا، فأساس الإسلام هو التوحيد - لا إله إلا الله - بمعنى لا معبود بحق غير الله، ولا شريك مع الله، فكل من اتخذ مع الله إلها آخر فهو مشرك كافر بالله، جاحد لخالقه، ولهذا ورد النهي من الله تعالى عن تعظيم الآلهة الباطلة، والافتخار بالمشركين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015