فقد كتب هذا الكاتب في صحيفة أسبوعية، جزائرية الطبع والصدور فرنسية اللسان والأفكار، لا تكتب عن الأحداث الدينية إلا قليلا، وإلا إذا أرادت أن تحتقر.

كبر على هذا الكاتب أن يرى ويسمع ما يغيظ إبليس ويزعجه ويهرب منه عند سماعه، كبر عليه أن يرى مآذن المساجد مشيدة عالية، منها يرتفع صوت المؤذن داعيا المؤمنين بربهم إلى الصلاة، إلى طاعة ربهم، إلى مخالفة إبليس في وساوسه، إلى الخير والفلاح، إلى توحيد الله خالق هذا العالم بما فيه، إلى الشهادة والإقرار بأن الله واحد في ألوهيته، لا شريك له في ربوبيته، وبأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسول مرسل من الله، إلى عباد الله، إلى آخر ما في كلمات النداء من معان، والمؤمن الصادق في إيمانه إذا سمع المؤذن يدعو الناس إلى الصلاة امتلأ قلبه خشوعا وحضر فكره الشارد في متاهات المادة والحياة البشرية المعقدة، وذكر ربه بكل إجلال واحترام، وأسرع إلى أداء ما فرضه عليه ربه في دينه، إلى أداء عادة هي أجل وأعظم ما في الشريعة الإسلامية من فروض وطاعات - بعد كلمة الشهادة - وهي الصلاة، أحب القربات إلى الله تعالى، وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى صالح المؤمنين، وهي الفارق بين الكفر والإيمان، كما ورد في الحديث النبوي الشريف.

هذا الرجل أو هذا الكاتب دفعه جهله بحقيقة الإسلام وإلحاده المنبعث من سوء تربيته إلى أن يكتب في صحيفة أسبوعية تصدر باللسان الفرنسي في الجزائر، ويظهر مما كتبه أنه مدفوع إلى التهجم على الإسلام.

والصحيفة هي: (أكتياليتي الجريان) أي - أخبار الوقت الجزائرية - مظهرا بما كتبه بغضه لمشاهدة آثار الإسلام باقية وماثلة أمام بصره - كالقذى في عينيه - فهو يريد أن تزال الصوامع وتنسف وتهدم حتى لا يبقى لها أثر في الوجود، وحتى لا يتأذى برؤيتها - كما يتأذى الشيطان من سماع صوت المؤذن من فوقها فيفر هاربا إلى حيث لا يسمع صوته - لأنها علامة الإسلام، وهو لا إسلام له.

هذا الكاتب لقبه واسمه هكذا: (كاتب ياسين) والصحيفة التي كتب فيها ما سأذكره تحمل عدد (77) بتاريخ 9 أفريل سنة - 1967 - كتب مستهزئا وساخرا تحت عنوان (كلاب الدوار) ما جبلت عليه نفسه الحقيرة، والعنوان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015