الذود هنا مصدر، قال تعالي: {ووجد من دونهم امرأتين تذودان} أي عندما تذاد الواردات راجعة فإن العرج التي كانت أواخر تكون أوائل فتلفى العرجاء سابقة.

(ويجوز أن يكون الذود الجماعة من الإبل على بعد في المعنى عسير) وهذا يقوله على

التمني وعلله من بعد:

وبحب النبي فابغ رضى اللـ ... ـــــه ففي حبه الرضاء والحباء

يا نبي الهدى استغاثة ملهو ... ف أضرت بحاله الحوباء

ما أرى إلا أنه عني الحاجة فتكون الحوباء كالحوبة ولا تزال في دارجتنا هذه الثانية بهذا المعنى، والحوباء النفس فلعل المعنى شهوات النفس هنا والله أعلم.

هذه علتي وأنت طبيبي ... ليس يخفى عليك في القلب داء

هذا يصحح المعنى الثاني أن الحوباء النفس فتأمله.

ومن الفوز أن أبثك شكوى ... هي شكوى إليك وهي اقتضاء

ضمنتها مدائح مستطاب ... فيك منها المديح والإصغاء

يعني إنشاد المديح والإصغاء إليه.

وأعلم أصلحك الله أن رنات المديح هي التي كانت سببًا في معرفة الأجيال القريبة من عصرنا هذا أوزان الشعر الرصين لغلبة الألسن الدارجة، ولأن أكثر أوزان شعرها يعتمد مواضع الإشباع (ما يسمى النبر الآن) مع المقاطع والغناء. والعروض لا يفي بتعليم نغم الشعر، ولذلك كان العلماء في العصور القريبة من عصرنا ربما عمدوا إلى تثبيته في أذهان الطلبة من طريق نغم المديح كالذي صنع النبهاني من نظمه البحور نحو:

علمت الله ليس له مثيل ... وأن محمدًا نعم الرسول

مفاعلة مفاعلة فعول ... بوافر هديه اتضح السبيل

وما عرف شوقي وحافظ وجيلهما والبارودي من قبل أنغام الشعر إلا من طريق ما تعلموه من سماع نغم المديح النبوي، ومن أجل هذا ساغت لهم مجاراة البردة. وصنع حافظ عمريته على نهج البرعي رحمه الله في:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015