هذا البحر الخضم العجاج. ونكتفي في هذا الموضع بإيراد أمثلة من منهج هذه القصيدة ومحاسن أدائها ومعارفها ثم نعود بعد إلى ما كنا فيه من أبيات الهمزية إن شاء الله تعالي:
بدأها بمجاهرة النصارى بالخصومة، وقد سبق التنبيه على أن ذلك كان زمان حروب الصليب فمما نختاره مما قال في ذلك من عند أولها:
جاء المسيح من الإله رسولا ... فأبى أقل العالمين عقولا
قوم رأوا بشرًا كريمًا فادعوا ... من جهلهم لله فيه حلولا
أسمعتم أن الإله لحاجة ... يتناول المشروب والمأكولا
ويمسه الألم الذي لم يستطع ... صرفًا له عنه ولا تحويلا
يا ليت شعري حين مات بزعمهم ... من كان بالتدبير عنه كفيلا
إن قالوا دبره أبوه فقد جزئوا الإله وقالوا بألوهية غيره.
هل كان هذا الكون دبر نفسه ... من بعده أم آثر التعطيلا
التعطيل هو عدم الإله وهو مذهب الملاحدة.
شهد الزبور بحفظه ونجاته ... أفتجعلون دليله مدخولا
أيكون من حفظ الإله مضيعًا ... أو من أشيد بنصره مخذولا
ومضى بحمل صليبه مستسلمًا ... للموت مكتوف اليدين ذليلا
يشير بقوله «أيكون من حفظ الإله مضيعًا» إلى مزامير داود فمنها (18) رقم 50 «الصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله إلى الأبد» في النص الإنجليزي نص نسخة الملك جيمز and showeth mercy to his anointed ... ففسروا المسيح من مسح الملك بالزيت وكان المسيح عليه السلام من نسل داود والمسيح في النص المتقدم هو داود نفسه عليه السلام وفي 20 رقم 6: «الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر». ومعنى المسيح كما في الطبري الممسوح بالدهن، هذا من بعض ما فسروا به المسيح في آيات القرآن. أيضًا في النص الإنجليزي وهو أدق وأقدم من الترجمة المتقدمة
Now know that the Lord anointed; he will hear him from his holy heaven with the saving strength of his right hand. Some trust in