أي آباؤهم الذين لم يؤمنوا حين دعاهم داعي الهدى للإيمان.

بينته توراتهم والأناجيـ ... ـــــل وهم في جحودهم شركاء

أي اليهود والنصارى يجحدون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقد بينته التوراة والأناجيل وما جاء البوصيري بالجمع خطئًا أو وهمًا، فهو يعلم أن خبر عيسى عليه السلام وما وصى به بني إسرائيل مما أوحى الله إليه تعددت رواياته، وقد اعتمد النصارى الملكانيون ومن حولهم أربعة أناجيل هي متى ومرقس ويوحنا ولوقا وأنكروا إنجيل برنابا وفيه أن المسيح لم يصلب وقد أنكرت اليهود الأناجيل كلها ولهم كتاب عن المسيح الذي ينتظرونه ينكره النصارى فتأمل.

إن تقولوا ما بينته فما زا ... لت بها عن عيونهم غشواء

أي هذه الإنكارة منهم لا تزول بها الغشاوة التي على أبصارهم.

أو تقولوا قد بينته فما للـ ... ــــــــأذن عما تقوله صماء

هذا يقال له في المنطق قياس الإحراج، إذ لا بد من أحد الأمرين. وهم يقولون إن ثم بيان نبي منقذ من عند الله يأتي، قال ذلك أنبياء بني إسرائيل وعيسى عليه السلام، فما قاله موسى عليه السلام ومن بعده وما قاله إبراهيم عليه السلام من قبل تأولوه عيسى وإن كان لا ينطبق عليه، وما قاله عيسى لم يتأولوه محمدًا ولكن التمسوا له وجهًا لا يخرجه عن عودة عيسى، ويأبى رين الأهواء إلا أن تطغى غاشية صدئه فتعمى لها القلوب. وصلى الله على أنبيائه الأبرار فما البشارة التي بشروا بها عن نبينا صلى الله عليه وسلم بباطل.

عرفوه وأنكروه وظلمًا ... كتمته الشهادة الشهداء

أو نور الإله تطفئه الأفـ ... ـــــواه وهو الذي به يستضاء

أو لا ينكرون من طحنتهم ... برحاها عن أمره الهيجاء

وكساهم ثوب الصغار وقد طلـ ... ـــــت دماء منهم وصينت دماء

أما طحن الهيجاء لهم فما كان من هلاك يهود وإجلائهم وما كان من هزيمة الروم وجلائهم وأما الصغار فما كتب الله عليهم من الجزية. قال تعالى: {قاتلوا الذين لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015