قد علمتم بظلم قابيل هابيـ ... ــــــل ومظلوم الأخوة الأتقياء
بنقل كسرة الهمزة إلى لام الإخوة ويشير إلى آية المائدة {إنما يتقبل الله من المتقين}.
وسمعتم بكيد أبناء يعقو ... ب أخاهم وكلهم صلحاء
إذ ركبوا ما ركبوا من الظلم وهم أحداث وقد هموا بقتل أخيهم فنهاهم كبيرهم فيما رووا في تفسير {قال قائل منهم ..... } [الآية] وعند من ذكر ذلك أنه روبيل. وقد، اعترفوا بالخطأ واستغفر لهم يوسف واستغفر لهم أبوهم عليهم السلام. وأشار بقوله «وسمعتم بكيد إلخ» إلى الآية: {وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون} [سورة يوسف].
حين ألقوه في غيابة جب ... ورموه بالإفك وهو براء
ولو قلت في «غيابات» جب لاستقام الوزن وجاء بها البرعي في قوله:
فإن أنست غيابات الفؤاد بهم ... فهم أحيباب قلبي يا غيابات
وغيابات قراءة نافع في السورة وقال رموه يعني امرأة العزيز وقومها معها قال تعالى: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين}. ويجوز أن يكون نسب الرمي إلى إخوته لأنهم تسببوا فيه بفعلهم إذ ألقوه في غيابة الجب أو الإفك أنهم: {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} [يعنون يوسف] {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانًا والله أعلم بما تصفون}.
فتأسوا بمن مضى إذ ظلمتم ... فالتأسي للنفس فيه عزاء
أتراكم وفيتم حين خانوا ... أم تراكم أحسنتم إذ أساءوا
أي اعتبروا يأيها الذين أوتوا الكتاب بما تتلون من مواعظه، هل تفعلون كفعل قابيل وقد تعلمون أنه قد ظلم، أم تفعلون كفعل إخوة يوسف وقد تعلمون أنهم قد أساءوا قبل أن يستغفر لهم، فهل ترون أنكم أوفياء وأنكم لم ترتكبوا سوءا؟
بل تمادت على التجاهل آبا ... ء تقفت آثارها الأبناء