على جدة التذكير لهم وقديمة تدل على حقيقة وصفها أنها منزلة من عند الله القديم الأول فهي قديمة وهذا قوله «صفة الموصوف بالقدم». وهذه عقيدتنا وقول المعتزلة بخلق القرآن من أخطائهم.
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا ... عن المعاد وعن عاد وعن إرم
فالمعاد وعاد وإرم كل ذلك أزمنة، وقوله لم تقترن بزمان هو حجة أهل الدين على الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأنه لم يوجده الخالق من العدم وأتوا من جهة اعتقادهم اتصال الزمان بالخلق والخالق وقد وضح الغزالي رحمه الله في تهافت الفلاسفة أن الزمان شيء نسبي له وجود بالنسبة إلينا وما نفهمه من حركة الفلك وأبعاده. وما أشك أن كلمة النسبي والنسبية خلصت إلى مفهومها العصري من أصل يمت إلى الغزالي، وكم من أمر في العلوم الحديثة ادعى اليهود السبق إليه ومن نقب عسى أن يجد أنهم اغترفوه من بحار العلوم الإسلامية والعجب لبرتراند رسل في كتابه عن تأريخ الفلسفة حيث تنقص الغزالي من دون حق معرفة بقدره. ولم يخل ما قاله. على ما يزعمه لنفسه من التحرر من روح تعصب ديني فتأمل.
دامت لدينا ففاقت كل معجزة ... من النبيين إذ جاءت ولم تدم
وقد حصر قوم إعجاز القرآن في نظمه، والقرآن كله معجز وبحره لا غور له. وفيه من قيم العدل والنور المبين ما ليس في شيء غيره.
ما حوربت قط إلا عاد من حرب ... أعدى الأعادي إليها ملقي السلم
ردت بلاغتها دعوى معارضها ... رد الغيور يد الجاني عن الحرم
أي بقوة وبلا تفتير ردًا رادعًا على الفور.
لها معان كموج البحر في مدد ... وفوق جوهره في الحسن والقيم
قرت بها عين قاريها فقلت له ... لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
إن تتلها خيفة من حر نار لظى ... أطفأت حر لظى من وردها الشبم