وقوله:
بزهر والحذاق وآل برد ... ورت في كل صالحة زنادي
وقوله:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
وهذا وإن جرى مجرى المثل فإنما جاء به ذكر حساده على فضيلة البيان التي امتاز بها.
ويصف بذلك ممدوحيه أحيانًا مثل قوله:
تضرم ناراه في قرى ووغي ... من حد أسيافه ومن زنده (?)
وقد جاء ابن الرومي بهذا المعنى بعينه؛ وهو بعد كثير) في قوله:
له ناران نار قرى وحربٍ ... ترى كليتها ذات التهاب
ومثل قوله:
لا تفت تزجى فتي العيس ساهمةً ... إلى فتى سنها منها وقارحها
حتى تناول تلك القوس باريها ... حقًّا وتلفى زنادًا عند قادحها
وقوله تحذيري شرار المحاطب يشير إلى أن بعض وجوه التكسب يوقع في الشر كأن يمدح بخيلًا أو لئيمًا فيشيم بذلك برق سوء ويحتطب ما لا تضيء به نار وما قد تكون مكتمنة فيه حية.
وأنكرت إشفاقي وليس بمانعي ... طلابي إن أبقى طلاب المكاسب
ومن يلق ما لاقيت في كل مجتبى ... من الشوك يزهد في الثمار الأطايب
وقد صدق فإن المدح قد دالت دولته العظيمة بعد مقتل المتوكل، فلم تعد