أيارب رأس لا تزاور بينه ... وبين أخيه والمزار قريب

أناف به صلد الصفا فهو منبر ... وقام على أعلاه وهو خطيب

فقال عبد الجليل:

يقول حذار الاغترار فطالما ... أناخ قتيلٌ بي ومر سليب

وينشد كلانا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب

(قلت هكذا في الأصل وعلق عليه في الهامش قوله وينشد كلانا لا يخفى أن هذا الشطر غير متزن فليحرر. أ. هـ. قلت، ليس هذا من قول الشاعر بلا ريب ولكنه من عمل النساخ وبيت امرئ القيس: «أيا جارتا إنا غريبان ههنا» وقد قصد عبد الجليل إلى تضمينه وليس فيه كلانا ولكن «إنا» فما أشبه أن يكون قد قال:

وينشده إنا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب).

فإن لم يزره صاحب أو خليله ... فقد زاره نسر هناك وذيب

فما تم قوله حتى لاح لهما قتام كأنه أغيام، فانقشع عن سربة خيل، كقطع الليل، فما انجلت إلا وعبد الجليل قتيل، وابن خفاجة سليب، وهذا من أغرب تقولٍ، وأصدق تفولٍ» أ. هـ. قوله يسليه بإشغاله أي بشغله يقولون شغله وأشغله ثلاثي ورباعي والإجازة أن يقول أحدهما مصراعًا وإلا خر يتمه بيتا وينبغي أن يكون التذييل إكمال البيت بقافية وهو مذكور في أعاريض البسيط والكامل فمثاله في البسيط «وأي حال من الدهر تدوم» ومثاله في الكامل «ما خير ود لا يدوم» ولا أحسب أن هذا المعنى العروضي يصلح ههنا، ولكن المراد بعض الإجازة وإكمال الأشطار، هذا ما وضح من قوله والله أعلم.

حديث عبد الجليل على لسان الصخرة أن حجرها حذرهما وحذر من يراه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015