التشبيه الذي ذكره أبو ذؤيب دقيق. وما خلافيه من نظر خفي إلى تشبيه عنترة. والغلام السهام يتغالون بها أي يرمون بها غلوة غلوة. قال السكري في شرحه القتر نصال سهام الأهداف مؤخوذ من قتير الدرع لدقتها وصغرها شبهها بها في ذهابها وسرعتها والواحدة قترة. صيابها قواصدها. أ. هـ. قلت هي جمع صائب. الجوارس من هذه النحل تظل في الموضع الذي يقال له الثمراء. مراضيع أي صغار فيما أرى وزعم السكري أن المراد: مراضيع أي معها أولادها يروى هذا القول عن أبي حبيب قال وليس ترضع ولكن سماها لأن الأمهات من غير الطير تسمى مراضيع إذا أرضعن. وعن الأخفش في شرح السكري أن المراضيع نحل أي معها نحل صغار. قلت وهذا أشبه لأن النساء يسمين مراضيع إذا كن مهزولات نواحل. وهل سمي النحل إلا لدقته ونحوله بهذا الاسم أو سمي الناحل ناحلًا على التشبيه لما في النحل من دقة ومظهر كأنه شفاف -قال الهذلي- وهو أمية بن عائذ يصف الصائد:

له نسوةٌ عاطلات الصدو ... ر عوج مراضيع مثل السعالي

قال في الشرح: عوج مهازيل، فجعل المراضيع بمعنى المهازيل كما ترى وهذا أقرب إلى ما ذهبنا إليه وإلى ما ذكر عن الأخفش من معنى النحل الصغار.

ويقول أمية بن عائذ بعد البيت الذي تقدم:

تراح يداه لمحشورةٍ ... خواظي القداح عجاف النصال

أي ترتاح يداه إلى مس سهام محشورة أي ذوات ريش ملصق بها أعوادها خاظيات أي متينة ونصالها دقيقات ثم شبهها في ابنعاثها بالخشرم بفتح الخاء والسين الساكنة والراء المفتوحة ثم الميم والخشرم جماعة النحل أو الدبر وهنا نص على أنه الدبر.

كخشرم دبرٍ له أزمل ... أو الجمر حش بصلبٍ جزال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015