وفي شعر المهلهل والمرقش الذي بأيدينا لها مشابه، وقد تقدم منا بعض الحديث عن:

ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما ... ولا أبدًا ما دام وصلك دائمًا

والمغامرة كما يعلم القارئ أصلحه الله في بائية سحيم: «عميرة ودع إن تجهزت غاديًّا» وشيء منها في ميمية عنترة:

يا شاة ما قنصٍ لمن حلت له ... حرمت علي وليتها لم تحرم

فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي ... فتحسسي أخبارها لي واعلمي

قالت رأيت من الأعادي غرةً ... والشاة ممكنةٌ لمن هو مرتمي

فنسبة ابتداء هذا المذهب إلى المخزومي موضع نظر عندنا ولنا إلى هذا عودة في بابه إن شاء الله، نسأله سبحانه أن يجعلنا ممن إذا وعد وفى.

وقوله: «تمتعت من لهو بها غير معجل» له صدًى إيقاعيٌ معنويٌّ يجاوبه في قوله: «صفيف شواءٍ أو قدير معجل» ولا يخفى أن هذا يقابل شواء يوم دارة جلجل وفيه صاحبة الخدر المخاطبة بهذا الافتخار الغزلي من امرئ القيس إذا تمنعت وإذ قال لها: «فمثلك حبلى» وقوله: «وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها» عدلٌ وموازنٌ ومقابلٌ لقوله: «ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة» وقوله:

تجاوزت أحراسًا إليها ومعشرا ... علي حراصًا لو يسرون مقتلي

من تتمة المغامرة وتتمة حديثه عن الخباء الذي لا يرام، وفيه رنة معنى ونغم نجد ظلالها في قوله من بعد:

وقربة أقوامٍ جعلت عصامها ... على كاهلٍ مني ذلولٍ مرحل

وهذه صفة حال تصعلكه وهو هنا مع الأقوام لم يتجاوزهم، فهذا مكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015