"رام هذا [56 و] الغافل مطعنا في أبي بكر شيخنا، فلم يجده، فحمله ذلك على أن قوله قولا لم يقله هو ولا غيره، ليجد مساغا إلى ثلبه، فحكى عنه أنه اعتقد أن تفسير معنى قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف" أن تلك السبعة الأحرف هي قراءة السبعة القراء الذين ائتم بهم أهل الأمصار، فقال على الرجل إفكا واحتقب عارا، ولم يحظ من أكذوبته بطائل، وذلك أن أبا بكر رحمه الله كان أيقظ من أن يتقلد مذهبا لم يقل به أحد، ولا يصح عند التفتيش والفحص".
"وذلك أن أهل العلم قالوا في معنى قوله عليه السلام: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف": إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل" (?) .
"فكان ذلك جاريا مجرى قراءة عبد الله: "إن كانت إلا زقية واحدة" (?) و"كالصوف المنفوش" (?) ، وقراءة أبي رضي الله عنه: "أن بوركت النار ومن حولها" (?) ، "من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار" (?) ، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: "وعلى كل ضامر يأتون" (?) .
"وهذا النوع من الاختلاف معدوم اليوم، غير مأخوذ به ولا معمول