بعدت جداً أو بعدت كل البعد خرقاء، ولعله (?) يخرج بتبعيده الشيء والمبالغة (?) في ذلك في كثير من الأمر إلى أن يؤيس منه.
وأما الاختصار فإن اسم الفعل – وهو اللفظة التي قامت مقامه – تكون مع الواحد المذكر والمؤنث وتثنيتهما وجمعهما على صورة واحدةٍ، تقول في الأمر للواحد: صه يا زيد، وفي الاثنين: صه يا زيدان؛ وفي الجماعة: صه يا زيدون، وفي الواحدة: صه يا هند، وصه يا هندان، وصه يا هندات.
ولو جئت بمسمى هذه اللفظة – وهو اسكت – لقلت: اسكت، واسكتا، واسكتوا، واسكتي، واسكتا، واسكتن؛ فاعرفه.
واعلم أن هذه الأسماء (?) المسمى بها الفعل بابها الأمر، لأنه الموضع الذي يجتزأ فيه بالإشارة في أكثر الأحوال عن النطق بلفظة الأمر، واستعمالها في الخبر قليل؛ وقد بينا المراد بها وأنها جيء بها للاختصار.
إلا أن الاسم أو اللفظة المستعملة اسماً للفعل يتضمن ضمير الاسم المسند إلى فعلها بحسب كميته كما يتضمنه فعلها (?) وإن لم يظهر له لفظ كما يظهر (?) مع الفعل في كثير من أحواله؛ فإن كان الاسم واحداً كان ضميره الذي تضمنه اسم الفعل واحداً، وإن كان اثنين كان ضمير اثنين، وإن كان لجماعةٍ، كان الضمير لجماعة، وكذا حكم البواقي.