المراه (صفحة 29)

تأتي في بعض الأحيان تدور حول المساكن لاختطاف بعض المواشي بيد أن السكان يبعدون هذه الحيوانات الكاسرة بنفس البرودة التي نطرد بها الكلاب وذلك نظرا لتعودهم زيارة مثل هذه الحيوانات المهولة واذا استثنينا ما يمكن استعماله في الفلاحة وفي تربية الماشية فإن السكان لا يملكون أي نوع من أنواع الأثاث وانك لتجد عندهم مطحنة صغيرة لطحنن الحب وكذلك كمية من دقيق الشعير ومن الحبوب يحتفط بها لما يطرأ من الأحداث، وترى أيضا عندهم تينا مجففا في كيس، وبعض الأواني الخشبية وقربة فيها ماء الشراب معلقة على الدوام.

إن الحروب متعددة بينهم والمنتصر يحرق دار المهزوم غير أن تلك الدار يعاد بناؤها في أقرب ما يكون لوفرة الأخشاب التي تغطي هذه البلاد. وتصعد الخيل والبغال والحمير الأماكن الوعرة بكل سهولة ويستعمل السكان الأسلحة النارية في أغلب الأحيان ولذلك يولونها كل العناية، ويحفظونها في القماش وهذه الأسلحة هي التي يقصدها اللصوص ويفضلونها على أي شيء آخر يأخدونه من الأهالي الذين كثيرا ما يجردون على الرغم من حذرهم الشديد.

ومساجد هذه القرى مبنية على منوال المساكن بفارق واحد هو أنها تبيض بالجير والذين يحسنون الشعائر الدينية من بين الأهالي يعتبرون كما نعتبر العلماء في مدننا.

أما القرى الكبيرة، الواقعة في الجبال الوعرة، فإنها منيعة لا يصلها العدو إلا بشق النفس.

وتستخرج من هذه الجبال الحجارة الصالحة لبناء المساكن. ولقد زرت بنفسي جبال فليسه، وزواوه وبني عباس ووادي بجاية وبني جنات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015