المراه (صفحة 21)

الله نفسه يرشدهم ويقودهم، وأن تصديق هذه الشعوب لهم ليبلغ درجة الضلال والعمى. وفي يومنا هذا، فإن المرابط الذي ما زال يتمتع بأكبر ثقة، والذي يكاد يؤله من طرف القبائل يدعى: سيدي علي بن عيسى، ويسكن فرومه (?) وهو من مريدي المرابط الشهير المسمى سيدي محمد بن عبد الرحمن. ولق أحرز هذا الأخير في حياته على أكبر شهرة يمكن تصورها في الطهارة.

وانتقلت هذه الشهرة حتى إلى مدينة الجزائر وأواسط القبائل الذين يسكنونها. وقد مات هذا الشخص العجيب في نهاية القرن الثامن عشر، ودفن في الحامه (?) وذات ليلة اختطف القبائل جثته وحملوها إلى جبال جرجرة ثم دفنوها في قرية فرومة على مقربة من فليسه (?) غير أن المكان الذي سبق أن دفن فيه ما زال محترما. وعلى القرب منه تعود الناس أن يتصدقوا على الفقراء، فيوزعون عليهم الخبز والدراهم، أملا في أن يستجاب دعاؤهم. وإن هذا النوع من العبادة غير معقول، خاصة وإن مبادىء الدين الاسلامي لا تسمح بتأليه الآدميين. ونحن نعتقد بأن مشيئة الرحمن واحدة في الأرض وفي السماء وإن الله الموجود في كل مكان لا يمكن حصره في مكان، وإن ما نتصدق به على أمثالنا دليل على إيماننا وقبل أن نستحق نعمة الاله يجب علينا أن نعمل بما أوصانا به. ونحن نؤمن أيضا بأن أعالنا من خير ومن شر ستجازى في يوم من الأيام. وهكذا إذن، فإن الاعتقاد الشعبي إزاء المرابطين، أساسه الجهل والمبادىء الغالطة والتعصب وليس من السهل إصلاحها، غير أن المتعلمين منا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015