المراه (صفحة 143)

مفاوضات مهلكة. فوقعوا سندات بمائة ألف فرنك وتنازلوا عنها بعشرين ألف لأن المهم عند هؤلاء اليهود هو أن يحصلوا على الدراهم. وفي هذه الأثناء تقرب بكري من قنصل فرنسا السيد دوفال ووعده بمبلغ هام إن هو عمل على إسراع التصفية ف باريس. ويزعم البعض أنه أعطى الدراهم نقدا إلى القنصل المذكور، ويقول آخرون بأن القنصل لم يحصل إلا على الوعود. وفيما يخصني، فإنني لا أعرف شيئا إيجابيا عن هذا الموضوع، وعليه فإنني أكتفي، هنا بترديد ما سمعه من الناس. ولكنني أعرف أن كثيرا من المناورات وقعت بشأن هذه القضية حتى أن حسين باشا قرر أن يرسل بنفسه إلى الحكومة الفرنسية للإسراع بالتصفية دون أن يعلم بأن أعمال غير لائقة قد تمت في هذا الموضوع وأن السبب الوحيد الذي جعله يقبل التدخل في الأمر هو أن بكري كان جزائريا، ومدينا لخزينة الإيالة: فكان الباشا يأمل، بعمله هذا، أن يسترجع أموال الدولة.

يقال، أيضا، أن نفس السيد دوفال قد ساهم، لفائدته الخاصة ولكن باسم جماعة من أصدقائه، في بعض تلك المفاوضات التي أهلكت بكري، وأنه استغل احتياج هذا اليهودي وشريكه. ويقال كذلك، أنه كان ينوي أن يستولي مع أصدقائه على مجموع ذلك المبلغ الهام الذي كانت الحكومة الفرنسية مدينة به لبكري. وبالفعل، فإن أحدا لم يستفد من الدين غير السيد دوفال وأصدقائه.

ولتسهيل التصفية في باريس، ولكي تدفع الحكومة الفرنسية ذلك المبلغ احتراما للداي فإن السيد دوفال قد وعد بأنه سيحضر للعاهل المذكور المبلغ المترتب على بكري لفائدة الخزينة (الجزائرية). وعلى الرغم من أن الداي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015