عائض بن مرعي لصد الجيوش المعتدية، حتى هزموهم شر هزيمة في عدة وقائع بأماكن كثيرة، وبمناسبة هذا الظفر قال علي بن الحسين هذه القصيدة في عام 1269هـ، ومطلعها:

أيا "أم عبد مالك"1 والتشرد ... ومسراك بالليل البهيم لتبعد

ومأواك أوصاد الكهوف توحشًا ... ومثواك أفياء النصوب وغرغد2

فقالت رويدًا يا أبا عبد إنما ... أضاق بنا ذرعًا شديد التوعد

عرمرم جيش سيق من مصر معنفًا ... يهتك أستار النساء ويعتدي

ويسبي ذراري الأكرمين جهارة ... وينظم سادات الرجال بمقلد

فقلت لها من دونكن ودونهم ... ضروب حماة بالحديد المهند

وضرب يزيل الهام عام ربت به ... ويظهر مكنونات أجواف أكبد

قفي وانظري يا أم معبد معاركا ... يشيب لها الوالدان من كل أمرد

وفيها ليوث الأسد من كل شيعة ... ياصلون نار الحرب حزنا لمفسد

وفيها رئيس عائض حول وجهه ... حياض المنايا أصدرت كل مورد

إلى قوله:

وأشرف على واد اليمامة3 قائلًا ... ودمعك سفاحًا على الخد والثدي

سلام على عبد العزيز وشيخه ... وتابع رشد للإمام المجدد

دعا الناس دهرًا للهدى فأجابه ... فئام فمنهم عالمون ومقتدي

وقفاهما حذوا سعود بسيفه ... مميز مجرد النقود من الردي

وعرج بها ذات اليمين وقد هوت ... على عرصات للرياض بمقصد

ونادى بأعلى الصوت بشرى "ليفصل" ... وفي نسل سادات الملوك مسدد4

وقصائد المدح عند آلي الحفظي تقوم على غرض واحد غالبًا إلَّا نادرًا، فلا تتجاوز أغراضًا أخرى غير المدح إلا في قصيدة علي بن الحسين؛ حيث ابتدأها بحوار دار بين أبي عبد وأم عبد، وإن كان سبب الحوار هو تلك المعركة التي انتصر فيها الجيش السعودي على المغيرين ثم تسلل الشاعر إلى مدح الجيش، وما حققه من نصر مؤزر في ظل رعاية الإمام تركي بن فيصل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015