والطير في الأجواء حائمة ... تبقى جموع الجيش كالرمم

ما مات حق أنت تطلبه ... بالفعل لا بالقول والحلم1

ويتضح أيضًا هذا الاتجاه الإنساني العالمي في شعره الإسلامي الذي يغلب عليه مذهبه الشعري من التحرر في التجديد، وما يتسم به شعره من الوجدان الثائر المحموم الذي يعصف بأعداء الإنسان في أي مكان، وذلك في قصيدته "إنسانية" ويقول في تقديمها: "عندما يعيش الإنسان بين مجموعة من البشر.. أحد أفرادها يضر به، وأحدهم يغضب أرضه، وثالثهم يحكم عليه بالأمر الواقع،.. عندما يعيش الإنسان هذا الواقع المرير، ينظر يمنة ويسرة، يتذكر الماضي، ويمقت الحاضر، ويتشاءم من المستقبل.. رغم2 أننا في عصر علمي" ومطلعها:

أنا الإنسان في الأرض ... أراني الفاني المعدم

فعلمي بات يرميني ... إلى جهل مما أعلم

إلى قوله:

ودمعي موجة حري ... لأني كنت في المأتم

أنا الإنسان في الأرض ... أراني الفاني المعدم

فنفسي سوف أنعيها ... وأنعى أمة توصم

وأنعى أمة كانت ... تقود الأرض لا تهزم

إلى قوله:

تردت في متاهات ... من اللذات كي تنعم

ولا زالت على حال ... تثير الحزن في المسلم

ألا تبًّا لإنسان ... يميت الروح في المأتم

أيهوى لذة الدنيا ... ويعصى شرعه الأعظم3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015