أمير المعالي خالد في الورى شهم ... كريم الفعال الغر والرائد القوم

أمير له العليا قسم ومنهج ... كفى شرفًا أن المعالي له قسم

تسلسل من أمجاد فخر وسؤدد ... لهم شيم قد زانها العدل والحلم

إلى آخر القصيدة، وقصيدة "أسفر الصبح" ألقاها الشاعر في الحفل التكريمي الذي أقامه الشيخ أحمد بن محمد العسكري في قرية "الشرف" تكريمًا لسمو وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، عند زيارته التفقدية لمنطقة الجنوب عام 1383هـ ومطلعها1:

أسفر الصبح بالهدى والمكارم ... وانجلى بالشعاع ضاحي المعالم

وأدلم الغمام في ومض برق ... في ذرى العسكري وأرض المتاحم2

فإذا بالربيع يختال طلقًا ... يغمر الروض نوره المتزاحم

فرحة عبقرية غمرتنا ... في حمى الضيف ذي النهي والمكارم

يا ابن عبد العزيز يا ابن إمام ... ترتسم خطوه القرون القوادم

زرتنا رائدًا فحيتك منا ... نبضات القلوب قبل المباسم

إيه سلطان فلتعش عبقريًّا ... في ذرى المجد منوجا بالكرائم

ويتميز المدح عند زاهر بخصائص فنية تسمو بهذا الغرض إلى مراتب التجديد في الشعر السعودي الحديث، وهي:

أولًا: القصيدة عنده قامت منذ البداية على موضوع واحد يدور حول الغرض وهو المدح، الذي يبدأ به المطلع في القصيدة، ما عدا القصيدة الأخيرة استهلَّها الشاعر بالطبيعة الساحرة التي عبَّرت هي الأخرى عن الترحيب بالممدوح وحسن استقباله، فيبتسم الروض، وتتفتح الأزهار، وتطل الأنوار، وهذا الاستدلال الجيد المشوق لا يخرج عن موضوع الغرض، بل داخل فيه، ومتلاحم معه، حيث جنَّد الشاعر الطبيعة معه لتعبر هي الأخرى عن فرحتها وابتهاجها لاستقبال الممدوح الأمير سلطان بن عبد العزيز.

ثانيًا: الشاعر لا يمدح الرجل إلَّا بما فيه، من غير مبالغة ولا معاظلة، فالعالم وزير المعارف يمدحه بعلمه وفضله، وحسن زيادته في العلوم والآداب، والقائد كالأمير سلطان وزير الدفاع والطيران يمدحه بما هو فيه من حسن الكياسة والسياسة، وشرف القيادة والحنكة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015