لما تمكن الْحَسَد من قُلُوب أخوة يُوسُف ارى الظَّالِم مَال الظَّالِم فِي مرْآة {إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا} فتلطفوا بخداع {مَا لَك لَا تأمنا} وشوقوا يُوسُف إِلَى رياض {يرتع ويلعب} فَلَمَّا أصحروا أظهرُوا المقت لَهُ ورموا بِسَهْم الْعدوان مَقْتَله ففسخ نَهَار رفقهم بِهِ ليل انتهارهم لَهُ فصاح يهودا فِي بقايا شفق الشَّفَقَة واغباش غيابة الْحبّ {لَا تقتلُوا يُوسُف وألقوه فِي غيابة الْجب} فَلَمَّا ألقوه وَقَالُوا هلك جَاءَ ملك من عِنْد ملك يَقُول ستبلغ أملك {لتنبئنهم} فعادوا عَمَّن عَادوا كالأعشى {عشَاء يَبْكُونَ} ولطخوا قَمِيصه الصَّحِيح {بِدَم كذب} فلاحت عَلامَة سَلامَة الْقَمِيص كي يظْهر كيدهم فَقَالَ حَاكم الفراسة {بل سَوَّلت}
فَلَمَّا ورد وَارِد السيارة باعوا الصدفة وَلم يتلمحوا الدرة وَاعجَبا لقمر قومر بِهِ فَلَمَّا وصل إِلَى مصر تفرس فِيهِ الْعَزِيز فأجلسه على اعزاز {أكرمي} فشغف قلب سيدته وفرى فراودته فَسَار بأقدام الطَّبْع فِي فلاة غفلات {هَمت بِهِ وهم بهَا} رد {لَوْلَا أَن رأى} فانقذ قوى الْفِرَار وَمَا استبقى {واستبقا} فانبسطت يَد الْعدوان وامتدت {وقدت} فَلَمَّا بَانَتْ حجَّته فِي ابان {وَشهد شَاهد} أخذت تزكي مصراة الْإِصْرَار بِيَمِين يَمِين {وَلَئِن لم يفعل} فَاخْتَارَتْ درة فهمه