كَانَ الكهنة قد حذرت نمْرُود وجود محَارب غَالب فَفرق بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فَحمل بِهِ على رغم أنف اجْتِهَاده فَلَمَّا خَاضَ الْمَخَاض فِي خضم أم إِبْرَاهِيم وَجعلت بَين خيف الْخَوْف وحيز التحيز تهيم فَوَضَعته فِي نهر قد يبس وسترته بالحلفاء ليلتبس وَكَانَت تخْتَلف لرضاعه وَقد سبقها رضَاع {وَلَقَد آتَيْنَا إِبْرَاهِيم رشده من قبل} فَلَمَّا بلغ سبع سِنِين رأى قومه فِي هزل {وجدنَا آبَاءَنَا} فجادلهم فجدلهم فجدلهم وابرز نور الْهدى فِي حجَّة {رَبِّي الَّذِي يحيي وَيُمِيت} فقابله نمْرُود بسهى السَّهْو فِي ظلام {أَنا أحيي} فَأَلْقَاهُ كاللقا على عجز الْعَجز بآفات {فأت بهَا من الْمغرب فبهت} ثمَّ دخل دَار الْفَرَاغ {فرَاغ عَلَيْهِم} فجردوه من برد برد الْعدْل إِلَى حر حرقوه فبنوا لسفح دَمه بنيانا إِلَى سفح جبل فاحتطبوا لَهُ على عجل الْعجل فوضعوه فِي كفة المنجنيق فاعترضه جِبْرِيل فِي عرض الطَّرِيق فناداه وَهُوَ يهوي فِي ذَلِك الفلا أَلَك حَاجَة قَالَ أما إِلَيْك فَلَا فَسبق بريد الْوَحْي إِلَى النَّار بِلِسَان التفهيم {كوني بردا وَسلَامًا على إِبْرَاهِيم}