وَفِي سنة احدى وَأَرْبَعين ماجت النُّجُوم فِي السَّمَاء وَجعلت تتطاير شرقا وغربا كالجراد من قبل غرُوب الشَّمْس إِلَى الْفجْر وَلم يكن مثل هَذَا إِلَّا عِنْد ظُهُور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَفِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا رجمت قَرْيَة يُقَال لَهَا السويدا نَاحيَة مصر بِخَمْسَة أَحْجَار فَوَقع حجر مِنْهَا على خيمة أَعْرَابِي فاحترقت وَوزن مِنْهَا حجر فَكَانَ فِيهِ عشرَة أَرْطَال وزلزلت الرّيّ وجرجان وطبرستان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان كلهَا فِي وَقت وَاحِد وزلزلت الدامغان فَهَلَك من أَهلهَا خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وتقطعت جبال ودنا بَعْضهَا من بعض وَسمع للسماء وَالْأَرْض أصوات عالية فَهَلَك من أَهلهَا وَسَار جبل بِالْيمن عَلَيْهِ مزارع حَتَّى أَتَى مزارع قوم آخَرين وَوَقع طَائِر أَبيض دون الرخمة وَفَوق الْغُرَاب على دلبة بحلب لسبع مضين من رَمَضَان فصاح يَا معشر النَّاس اتَّقوا الله الله الله حَتَّى صَاح أَرْبَعِينَ صَوتا ثمَّ طَار وَجَاء من الْغَد فصاح أَرْبَعِينَ صَوتا ثمَّ طَار فَكتب صَاحب الْبَرِيد بذلك وَأشْهد خَمْسمِائَة إِنْسَان سَمِعُوهُ وَمَات رجل فِي بعض كور الأهواز فَسقط طَائِر أَبيض على جنَازَته فصاح بِالْفَارِسِيَّةِ والخورية إِن الله قد غفر لهَذَا الْمَيِّت وَلمن شهده
وَفِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ زلزلت أنطاكية فَسقط مِنْهَا ألف وَخَمْسمِائة دَار وَوَقع من سورها نَيف وَتسْعُونَ برجا وَسمع أَهلهَا أصواتا هائلة من كوى الْمنَازل وَسمع أهل تنيس صَيْحَة هائلة دَامَت فَمَاتَ مِنْهَا خلق كثير وَذَهَبت جيلة بِأَهْلِهَا
وَفِي سنة خمسين وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ مطرَت قَرْيَة حِجَارَة بَيْضَاء وسوداء
وَفِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ زلزلت دنبل فِي اللَّيْل فاصبحوا وَلم يبْق من الْمَدِينَة إِلَّا الْيَسِير فَأخْرج من تَحت الْهدم خَمْسُونَ وَمِائَة ألف ميت