عباد الله إِنَّمَا الْأَيَّام طرق الْجد والساعات ركائب الْمجد وَأَيَّام الْعَافِيَة أَوْقَات تستدرك وأحيان السَّلامَة تنادي من جد أدْرك
(كم للمنية من ضروب ... بَين الْحَوَادِث والخطوب)
(تدع الحبيب بِلَا محب ... والمحب بِلَا حبيب)
(لَا وَالَّذِي هُوَ قَاذف ... بِالْحَقِّ علام الغيوب)
(وبحكمه يملي لمن ... يملي الْقَبِيح على الرَّقِيب)
(مَا للنفوس مَعَ الْمنية ... فِي السَّلامَة من نصيب)
(هَيْهَات أَيْن يفوتها ... لَا بُد من سهم مُصِيب)
(من دب فَوق الأَرْض أصبح ... دارجا بعد الدبيب)
(فَإِذا تغيب تحتهَا ... فكفاه بعدا بالمغيب)
(وَلكم طَوِيل الْعُمر لَيْسَ ... لعيشه بالمستطيب)
(ولربما انتزع الْقصير ... الْعُمر من سَعَة وَطيب)
(لَا تيأسن من الْبعيد ... وخف مباعدة الْقَرِيب)
(فلكم حملت مَعَ الْمَرِيض ... إِلَى الثرى نعش الطَّبِيب)
إخْوَانِي إحذروا دنياكم فَإِنَّهَا خادعة وَانْتَظرُوا حتوفها فَهِيَ لَا ريب وَاقعَة أَيهَا العَبْد إِلَى مَتى تشتغل بهَا عَن مَوْلَاك وَهُوَ غيور وَكَيف تغتر بغرير هوى يغري ويغور وَكم عدلت عَن الْعدْل وحاضرت الْمَحْظُور أتظن الْبَقَاء وقلائد الْفِرَاق كالأطواق فِي النحور أما تعْتَبر بأقران قرنوا بقرائن أَعْمَالهم فِي الْقُبُور أما مواضعهم تضعك عل وضع الوضائع والفتور أما حلوا اللحود فحالت حلى تِلْكَ البدور