(أبدا نفوس الطالبين ... إِلَى طلولكم تحن)
(وَكَذَا الْقُلُوب بذكركم ... بعد المخافة تطمئِن)
(جنت بحبكم وَمن ... يهوى يجن وَلَا يجن)
(بحياتكم يَا سادتي ... جودوا بوصلكم ومنوا)
رحم الله أعظما طالما نصبت وانتصبت جن عَلَيْهَا اللَّيْل فَلَمَّا تمكن وَثَبت وَثَبت إِن ذكرت عدله رهبت وهربت وَإِن تصورت فَضله فرحت وطربت عرفت أذنبت عَن خدمته إِنَّهَا قد أذنبت هبت على قُلُوبهم عقيم الحذر فاقشعرت وندبت فَبَكَتْ عَلَيْهَا سَحَاب الرَّجَاء فاهتزت وربت حَسبك إِن قوما موتى تحيى بذكرهم النُّفُوس وَإِن قوما أَحيَاء تقسو برؤيتهم الْقُلُوب سَلام الله على تِلْكَ الْقُبُور ورضوان الله حَشْو تِلْكَ اللحود
(طلول إِذا دمعي شكى الْبَين بَينهَا ... شكى غير ذِي نطق إِلَى غير ذِي فهم)
أَمَاكِن تعبدهم باكية ومواطن خلواتهم لفقدهم شاكية زَالَ التَّعَب وَبَقِي الْأجر وَذهب ليل النصب وطلع الْفجْر جَاءَ فِي الحَدِيث تَحت شَجَرَة طُوبَى مستراح العابدين إِنَّمَا يطيب مَكَان الاسْتِرَاحَة بإجراء حَدِيث التَّعَب وَإِنَّمَا يلذ الظل الْبَارِد لمن تأذى بَحر الهجير
أخواني مثلُوا الاسْتِرَاحَة تَحت شَجَرَة طُوبَى يهون عَلَيْكُم السّفر إدأبوا فِي السّير فقد لَاحَ الْعلم
(لما وردنا الْقَادِسِيَّة ... حَيْثُ مُجْتَمع الرفاق)
(وشممت من أَرض الْحجاز ... نسيم أنفاس الْعرَاق)
(أيقنت لي وَلمن أحب ... بِجمع شَمل واتفاق)
(وضحكت من طيب الْوِصَال ... كَمَا بَكَيْت من الْفِرَاق)
(مَا بَيْننَا إِلَّا تصرم ... هَذِه السَّبع الْبَوَاقِي)
(حَتَّى يطول حديثنا ... بصنوف مَا كُنَّا نلاقي)