مَتى تفيق من هَذَا الْمَرَض المراض مَتى تستدرك هَذِه الْأَوْقَات الطوَال العراض يَا عرض الْمنون كَيفَ تبقي الْأَعْرَاض أما الْأَعْمَار فِي كل يَوْم فِي انْقِرَاض لقد نبت قبل شكة السهْم صَكَّة المعراض أما ترى الراحلين مَاضِيا خلف مَاض كم بُنيان ماتم حَتَّى تمّ مأتم وَهَذَا قد استفاض إِن الْمَوْت إِلَيْك كَمَا كَانَ إِلَى أَبَوَيْك فِي ارتكاض إِن لم تقدر على مشارع الصَّالِحين فَرد بَاقِي الْحِيَاض إِن لم يكن لَك ابْن لبون فلتكن بنت مَخَاض إِلَى مَتى وَحَتَّى مَتى أَتعبت الرواض كلما بنينَا نقضت وَلَا بِنَاء مَعَ نقاض يَا من قد بَاعَ نَفسه بلذة سَاعَة بيعا عَن ترَاض لبئس مَا لبست أَتَدْرِي مَا تعتاض يَا عِلّة لَا كالعلل وَيَا مَرضا لَا كالأمراض
(لقد أَخْبَرتك الحادثات نُزُولهَا ... ونادتك إِلَّا أَن تسمع ذُو وقر)
(تنوح وتبكي للأحبة إِن مضوا ... ونفسك لَا تبْكي وَأَنت على الإثر)
يَا مُخَالفا من نَهَاهُ وَأمره يَا مضيعا فِي البطالة عمره الزَّمَان صولجان والعمر كرة الدُّنْيَا بَحر والساحل الْمقْبرَة إحذر نوائبها فَإِن مشاربها كدرة على أَنَّهَا مزرعة يحصد كل مَا بذره فَلَا تحتقر مَعْصِيّة فَرُبمَا أحرقت شررة أما عرفت سر {وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة} لَو اقتنع اكْتفى وَلَكِن المحنة الشرة
أخواني كل مقَاتل لَيْسَ مَعَه سلَاح عزم مغلوب إِذا برز شُجَاع الْيَقَظَة بسلاح الْجد هشم وَجه الأمل وَهزمَ جيوش الزلل إِذا استشعرت النَّفس زرمانقة الزّهْد وَدخلت مترهبنة دير العزوف وجدت أنيس أَنا جليس من ذَكرنِي الْخلْوَة شرك لصيد الموانسة فاخفى الصيادين شخصا وَأَقلهمْ حَرَكَة أَكْثَرهم التقاطا للصَّيْد مَا صَاد هر صَاح وَحل المخالطة يلْزم المتمهذب المتذهب رفع أذيال قَمِيص الدّين
قيل لِلْحسنِ مَا بَال المتهجدين بِاللَّيْلِ من أحسن النَّاس وُجُوهًا قَالَ لأَنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره