أخواني أَيَّام الْعَافِيَة غنيمَة بَارِدَة وأوقات السَّلامَة لَا تشبهها فَائِدَة فَتَنَاول مَا دَامَت لديك الْمَائِدَة فَلَيْسَتْ السَّاعَات الذاهبات بعائدة
(مضى أمسك الْمَاضِي شَهِيدا معدلا ... وَاتبعهُ يَوْم عَلَيْك شَهِيد)
(فَإِن تَكُ بالْأَمْس اقترفت إساءة ... فبادر بِإِحْسَان وَأَنت حميد)
(وَلَا تبْق فعل الصَّالِحَات إِلَى غَد ... لَعَلَّ غَدا يَأْتِي وَأَنت فقيد)
(إِذا مَا المنايا أَخْطَأتك وصادفت ... حميمك فَاعْلَم أَنَّهَا ستعود)
كأنكم بالقيامة قد قَامَت وبالنفس الأمارة بالسوء قد لامت وانفتحت عُيُون طَال مَا نَامَتْ وتحيرت قُلُوب العصاة وهامت
(غَدا توفّي النُّفُوس مَا كسبت ... ويحصد الزارعون مَا زرعوا)
(إِن أَحْسنُوا أَحْسنُوا لأَنْفُسِهِمْ ... وَإِن أساءوا فبئس مَا صَنَعُوا)
شبكة الْحساب ضيقَة الْأَعْين لَا يعبرها شَيْء وَكيل الْمُطَالبَة خصم أَلد أينطق بِأَقَلّ عذرك بَين يَدي سحبان المناقشة كلا أَيقَن بالسجن يَا هَذَا إِنَّك لم تزل فِي حبس فَأول الحبوس صلب الْأَب وَالثَّانِي بطن الْأُم وَالثَّالِث القماط وَالرَّابِع الْمكتب وَالْخَامِس الكد على الْعِيَال وَالسَّادِس الْمَوْت وَالسَّابِع الْقَبْر فَإِن وَقعت فِي الثَّامِن نسيت مرَارَة كل حبس
يَا هَذَا إدخل حبس التَّقْوَى باختيارك أَيَّامًا ليحصل لَك الْإِطْلَاق فِي الْأَغْرَاض على الدَّوَام وَلَا تؤثرن إِطْلَاق نَفسك فِيمَا تحب فَإِنَّهُ يُؤثر حبس الْأَبَد فِي النَّار إِلَى مَتى تسجن عقلك فِي مطمورة هَوَاك