كل بَيْضَة حظها من الحضن ثمَّ أَكثر سَاعَات الحضن على الْأُنْثَى لاشتغال الذّكر بِالْكَسْبِ فَإِذا صَار الْبيض فراخا كَانَ أَكثر الزق على الْأَب {فَلَا يخرجنكما من الْجنَّة فتشقى} مَا لقِيت حَوَّاء عشر مَا لَقِي آدم لِأَنَّهَا وَإِن شاركته فِي الْعلم بفقد صُورَة النَّعيم فَهُوَ مُنْفَرد عَنْهَا بملاحظة الْمَعْنى بعد عز {اسجدوا لآدَم} يقبض جِبْرِيل على نَاصِيَة للإخراج والمدنف يَقُول أرْفق بِي
(يَا سائق البكرات استبق فضلتها ... على الغوير فَظهر الْفِكر معقور)
كَانَ يتَوَقَّف فِي خُرُوجه لَو ترك ويتشبث بذيل لَو نفع ولسان الأسى يَصِيح بِمن أسا
(تزَود من المَاء النقاخ فَلَنْ ترى ... بوادي الغضا ماءا أنقاخا وَلَا بردا)
(ونل من نسيم البان والرند نفحة ... فهيهات وَاد ينْبت البان والرندا)
(وكر إِلَى نجد بطرفك إِنَّه ... مَتى تسر لَا تنظر عقيقا وَلَا نجدا)
مَا زَالَ مذ نزل يرفع قصَص الْغصَص على أَيدي أنفاس الأسف فتصعد بهَا صعداء اللهف
(أَلا يَا نسيم الرّيح من ارْض بابل ... تحمل إِلَى أهل الْحجاز سلامي)
(وَإِنِّي لأهوى أَن أكون بأرضهم ... على أنني مِنْهَا اسْتَفَدْت سقامي)
وَاعجَبا من فاق آدم بِلَا معِين على الْحزن هوَام الأَرْض لاتفهم مَا يَقُول وملائكة السَّمَاء عِنْدهَا بقايا {أَتجْعَلُ} فَهُوَ فِي كربَة وحيد بدار غربَة
(أَلا رَاحِم من آل ليلى فاشتكي ... غرامي لَهُ حَتَّى يكل لسانيا)