أخواني أَلا نَاظر لنَفسِهِ قبل الْمَوْت أَلا مُسْتَدْرك زَاد رمسه قبل الْفَوْت أَلا مزدجر بواعظ أمسه فقد أسمعهُ الصَّوْت
(مَا ضرّ عبد نَفسه ... قبل خُرُوج نَفسه)
(هَل يَوْمه أَو غده ... إِلَّا نَظِير أمسه)
(وعله يلقى الردى ... قبل غرُوب شمسه)
(كم مُدْلِج مهجر ... يسْعَى لبعل عرسه)
(واكيس النَّاس امْرُؤ ... جد ليَوْم رمسه)
أخواني حبال الآمال رثاث وساحر الْهوى نفاث والأماني على الْحَقِيقَة أضغاث وَالْمَال المدخر رزق الْوَارِث عجبا لأجسام ذُكُور وعقول إناث ألام الرواح فِي الْهوى والتغليس وحتام السَّعْي فِي صُحْبَة إِبْلِيس وَكم بهرجة فِي الْعَمَل وَكم تَدْلِيس أَيْن الأقران هَل لَهُم من حسيس أما تعلم أَنهم ندموا على إِيثَار الخسيس تالله لقد ودوا طَلَاق الدُّنْيَا قبل الْمَسِيس لقد أسمعك الْمَوْت وعيدك وكأنك بِهِ قد ضعضع مشيدك وأخلى مِنْك دَارك وملأ بك بِيَدِك لقد أمرضك الْهوى وَفِي عزمه أَن يزيدك هَل لذت لَذَّة الدُّنْيَا فصفت هَل عافت إِلَّا وعافت وعفت هَل تبِعت عرضا وقفت فوقفت هَل أرشفت شفة من رضابها فشفت بَينا محبها يناجيها بِأَلْفَاظ المنى خفت مَا بلغ المُرَاد مِنْهَا إِلَّا من صد عَنْهَا والتفت
(عين الْمنية يُفْضِي غير مطرفة ... وطرف مطلوبها مذكان وَسنَان)
(جهلا تمكن مِنْهُ حِين مولده ... فالمرء صَاح ولب الْمَرْء سَكرَان)