قِطْعَة إِن خصت بِطيب المذاق أغصت وسط الجرعة يَوْم ترحها سنة وَسنة فرحها جُمُعَة إِنَّهَا لمظلمة وَلَو أوقدت ألف شمعة وَهِي مَعَ هَذَا خَائِنَة وَلَو حَلَفت بربعة كم درست عَلَيْكُم مجلدات تَقول مَا هَذِه الْأَنْفس مخلدات أَيْن الْأَقَارِب أَيْن اللَّذَّات أَفلا روائد ذهن للْأَخْبَار منتسمات آه للقاعدين عَن طلب المكرمات آه للمستريحين لقد رَضوا بمولمات
(ذهب الْعُمر وَفَاتَ ... يَا أَسِير الشَّهَوَات)
(وَمضى وقتك فِي لَهو ... وسهو وسبات)
(بَيْنَمَا أَنْت على غيك ... حَتَّى قيل مَاتَ)
أخواني مَا لقلب الْعَزْم قد غفل ولنجم الحزم قد أفل مهلا فشمس الْعُمر فِي الطِّفْل وَمن لم يحضر الوغى لم يحرز النَّفْل
(ثواني هم فَلم أقره ... أَوَائِل من عزمتي أَو ثواني)
(فيا هندوان عَن المكرمات ... من لَا يساور بِالْهِنْدِ وَأَنِّي)
يَا معاشر الْعلمَاء أتقنعون من الصِّفَات بالأسماء أتؤثرون الأَرْض على السَّمَاء أَفِي السكر أَنْتُم ام فِي الْإِغْمَاء أَتَرْضَوْنَ بِالثُّرَيَّا الثرى أتغمضون الْعُيُون من غير كرى أتنامون فَمن يحمد السرى أتحيدون وَفِي الْأنف البرى أتحلون عقد {إِن الله اشْترى} إِنَّكُم لأحق بالحزن فِيمَا أرى احضروا نَاحيَة لَا تكلفكم الْكرَى
(يَا قَومنَا هذي الْفَوَائِد جمة ... فتخيروا قبل الندامة وانتقوا)
(إِن مسكم ظمأ يَقُول نذيركم ... لَا ذَنْب لي قد قلت للْقَوْم استقوا)
يَا معاشر الْعلمَاء قد كتبتم ودرستم ثمَّ إِن طَلَبكُمْ الْعلم فلستم فِي بَيت الْعَمَل ثمَّ لَو ناقشكم الْإِخْلَاص لَا فلستم شَجَرَة الْإِخْلَاص أَصْلهَا ثَابت لَا يَضرهَا زعزع {أَيْن شركائي} وَأما شَجَرَة الرِّيَاء فاجتثت عِنْد نسمَة {وقفوهم} كم متشبه بالمخلصين فِي تخشعه